في هذه التصاميم التي تقدّمها، أن تظهر المرأة العصرية والمتجدّدة التي تحاول أن تكسر الحواجز التي قيّدتها وجعلتها رهن المعتقدات وتيّارات التفكير المظلمة والقاسية.
هذا وتختلف نظرة هيا إلى المرأة التي تصمّم لها حيث تنظر لها على أنها أنيقة وجذّابة دائماً حتى لو ارتدت الملابس المحتشمة والمحافظة، لكن بستايل عصري ومفهوم جديد.
هيا، كيف أدّت الهوية العربية البحرينية دوراً أو حتى تأثيراً في جعل تصاميمك أقرب الى متطلّبات كلّ امرأة عربية؟
لقد درست تصميم الأزياء في البحرين و خلال عملي في هذا المجال لاحظت عدم توفر ملابس تناسب المرأة العربية ذات الأحجام و المقاسات المختلفة، فإن وجدنا قطعة محتشمة فقد تكون من تصميم قديم لا يتماشى مع الموضة، و إن وجدنا ما يتماشى مع الموضة لا نجده بالمقاسات المرغوبة أو الجودة العالية، وهذا ما دفعني إلى إنشاء علامة نسمة، فيها أركز على الجودة والتصاميم التي باستطاعتنا لبسها في كل زمان و مكان.
هل تجدين أن مبدأ الملابس المحافظة للمرأة العربية بدأ يخرج بالتدريج من مفهوم العبايات في الإطلالات الكاجوال والرسمية ويميل أكثر إلى السراويل والفساتين؟
في نظري، إطلالات الملابس المحتشمة عليها رغبة أكثر سواء كانت للعمل أو كلباس يومي فيه راحة و حرية أكثر و بالذات في وقت السفر حيث ترغب النساء في الحفاظ على حشمتهن دون ارتداء العباية، ولكن مهما تغيّرت الصيحات تبقى العباية مرغوبة و موجودة لدى كل امرأة فهي جزء من عاداتنا و تقاليدنا.
بين شخصيتك وبين ما تريده المرأة العربية في خزانتها، كيف استطاعت هيا أن تجمع بين الطرفين وتقدّم علامة Nesma؟
شخصيتي بسيطة و هادئة، لا أحب التكلّف أو المبالغة في التصاميم و أظن أنني أشارك أغلبية النساء في هذه السمات، فلكوني امرأة عربية أستطيع أن أفهم رغبة بقيّة النساء، ربما يظن البعض أن التصاميم بسيطة جداً و لكن في النهاية نميل إلى ارتداء هذه القطع أكثر من أي شيء في خزانتنا و هذا ما أردت أن أقدّمه للنساء، تصاميم بسيطة و أنيقة يمكن ارتداؤها مراراً و على مدى السنين.
بالحديث قليلاً عن المجموعة الجديدة لموسم خريف وشتاء 2019: ما هي الأقمشة التي استعملتها وما هي الألوان التي لم تغب عن غالبية التصاميم؟
استخدمت أقمشة تتناسب مع موسم الخريف منها الكريب الممزوج مع الصوف و المخمل، الألوان الغامقة طغت على المجموعة وبالتحديد الأسود، الكحلي و الرمادي الذي استلهمته من لون السماء في الليل.
كيف يمكن للمرأة العربية أن تختار الملابس المحافظة وتبقى لافتة للأنظار وجذّابة؟
هناك الكثير من الصيحات حالياً التي تشمل الملابس المحتشمة و هذا بفضل دور المرأة العربية في الأزياء حيث فرضت نفسها و لبسها، وهذا أثّر على عالم الأزياء العالمي فأصبح من السهل الحصول على ملابس محافظة تتماشى مع عالم الموضة. بإمكان المرأة لفت الأنظار بذوقها الرفيع و اختيار القصات التي تناسبها مع التركيز على قطعة واحدة في الطلة التي تلفت الأنظار و التبسيط في باقي الطلة.
برأيك، هل ستدخل أيّ صيحة جديدة على عالم العبايات والقفطانات؟
أظن أن صيحة المعطف هي الأقوى في عالم العبايات و للقفطان هناك إقبال كبير على أقمشة الكتان و القطن الطبيعي حيث تفضّل المرأة الراحة في اختيار القفطان البسيط بقصة واسعة و من أقمشة مريحة.
من عواصم الموضة العالمية، أين تجد هيا الإلهام الأكبر لها ولتصاميمها؟
مدينتاي المفضّلتان هما لندن و باريس، ففي لندن أقضي وقتي في الدراسة في جامعة لندن للأزياء بينما أزور باريس سنوياً لمعرض الأقمشة و الموضة العالمي. لندن تزوّدني بالجرأة في التصميم و الخوض في تجارب جديدة من خلال القصّات و الأقمشة، بينما باريس تلهمني من خلال تاريخها العريق للأزياء الراقية و فن الحرف والتطريزات اليدوية التي تبعث روح الرومانسية و الأنوثة في التصاميم.
